منتديات الجراري اون لاين

اهلا بك زائرنا الكريم في منتديات الجراري اون لاين
حللت اهلا ونزلت سهلا
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الجراري اون لاين

اهلا بك زائرنا الكريم في منتديات الجراري اون لاين
حللت اهلا ونزلت سهلا
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

منتديات الجراري اون لاين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اهلا وسهلا بكم في منتديات الجراري اون لاين


    المنفلوظي يرقد تحت ظلال الزيزفون

    avatar
    فدوى الجراري


    عدد المساهمات : 22
    تاريخ التسجيل : 09/01/2011
    5124
    جراري اصيل : 0

    المنفلوظي يرقد تحت ظلال الزيزفون Empty المنفلوظي يرقد تحت ظلال الزيزفون

    مُساهمة من طرف فدوى الجراري الإثنين يوليو 11, 2011 3:20 pm

    تحت وقع سنفونيات حفيف أوراق شجرة الزيزفون ربى مصطفى لطفي المنفلوطي الرجل البدوي في هيئته المدني بأفكاره رائعته ماجدولين المثيرة للمشاعر الرمانسية والأحلام العذبة الوردية ، لتتمازج فيها الألفاظ البديعة بجمال الصياغة والعاطفة المتأججة الحاملة لأنغام معاناة الناس وعذابهم وكل ماله علاقة بواقعهم اليومي.
    تحت ظلال الزيزفون نشأ حب جمع بين عاطفتين شاعريتين فاق حب قيس لحبيبته ليلى ، ومعاناة جميل في سبيل بثينة ، لنجد نفسنا بين ثنائيين عاشقين في دنيا الحب الذي ملأ الحدائق والبساتين بجماعات الطير صادقة فوق زواهر الأغصان.
    تحت أشعة الشمس الذهبية التي غطت أفق السماء الصافية بدأ حب استيفن لماجدولين ، حب يعدو في عرض الفضاء كأنما يريد أن يشهد الأرض والسماء والبحار والأنهار والجبال الشماء والسهول الحيفاء والحيوان الناطق والجماد الصامت على صدقه وإخلاصه آملين أن يستمر أبد الدهر. حب تعاهد على استمراره في زورق وسط بحيرة هادئة ساكنة كصفحة مرآة مشعة ، بعد أن أسدلت الشمس شعلتها وأرسلت من بعدها سليلها القمر عدلا ليعقد قران هذا العهد بحبر أنواره الفضية.
    وفي طيات الأحداث التي شهدت مخاض هذا الحب الذي يحتاج إلى رعاية العاشقين وعناية أهلهم وذويهم ، تتداخل شخوص آدمية وزمنية تختلف أدوارها باختلاف قرب أو بعد القرابة الرابطة بهما ، ابتداء ا من الأب مولر الذي اختلجه شعور هذه الصلة الغرامية الرابطة بين ابنته وجاره فعمد إلى ابعاده عنها مخافة أن ينقل عداوة البؤس والشقاء إلى ابنته الوحيدة الغالية ، فما كان عليه إلا أن يبرح سكناه مفارقا المنزل الذي سعد فيه حقبة من الزمن فراق آدم جنته وخرج منها شريدا طريدا لا مأوى له ولا مواس أو معين ، وأكثر ما أحزنه فراق روحه ماجدولين فحزن عليها حزن الثاكل على وحيدها ، ورغم ذلك فعلاقتهما استمرت في الخفاء مما حفزه إلى أن يسعى في بقاع العالم بحثا عن عمل يغنيه يحقق به وعده لها ، إلا أن القدر لم يمهله فرصة لذلك معلنا له زواج ماجدولين بأعز أصدقائه الذي قاسمه رغيد الحياة وبؤسها فكان هذا الخبر كالصاعقة عليه فكانت تلك البارقة التي لاحت له في سماء السعادة من الأمل إنما هي خدعة من خدع الدهر، وذهب بذهاب الأمس الدابر وأصبح صحيفة بالية في كتاب الدهر الغابر فلم يجد بدا من أن يلجأ إلى ذلك الملجأ الوحيد الذي يفرغ إليه جميع البائسين والمحزونين في بأسهم وضرائهم وخلوته ودموعه إلى أن جاء دور العم فرتر وكان لا يقل بؤسا وشقاء ا إلا أنه سعيد في حياته يواسيه ويحثه على أن يلتفت إلى حياته فالمستقبل طويل أمامه وبأن لا يجعل لليأس إلى قلبه سبيلا ، رحب صديقنا بنصيحة شريكه في دنيا الشقاء وعمل ليل نهار على أن يوفر لحياته كل ما حلم به ووصل إلى غربته فاستبشر وعلم أنه قد أصبح في الساعة الأخيرة من ساعات الشقاء ، وفجأة علم أن الساعة المتبقية لازالت طويلة جدا وذلك بناء ا على الخبر الذي وصله طبعا الخبر يتعلق بحبيبة قلبه وصديق عمره وقدر أخيه الذي وفته المنية وهو في غمار الدفاع عن الوطن . وعلم بما حل بماجدولين وصديقه إدوار من إفلاس أدى بهما إلى قائمة البؤس والسؤم ، فتدخل صديقنا لمساعدتهما موضحا لهما حقيقة نفسه اتجاههما بكونها غديرا راكدا لا يزال صافيا رائقا وعفته لون من ألوان نفسه لا جوهر من جواهرها ، ندمت ماجدولين على فعلتها وتأسفت لهذه الحقيقة ، وفرح إدوار بهذه المساعدة المادية ، إلا أنه عض اليد التي ساعدته في محنته مجددا ، فكان جزاءه السقوط في الهاوية التي يؤدي مصيرها للإنتحار ، أما ماجدولين فحياتها انقلبت رأسا على عقب وعادت إلى ما كان عليه استيفن من عهد خلا منذ عهد خلا من فقر وبؤس ، ونبذتها سيدات المجتمع الراقي وأسياده حتى سوزان التي كانت بمثابة مستودع أسرارها ومستشار خطوات حياتها ، فأثقل الكاهل ممشاها ، وأصبحت أثوابها رثة ، ورجليها حافيتين ودمعها منساب على خدها ، كنهر جارف ،تحمل بين ذراعيها وليدتها ، فأصبح من يراها لا يعرفها فقد ذبلت كزهرة الروض فقد الغيث اظماها زادها اليأس من أن تعود مجددا إلى قلب استيفن حزنا فما وجدت إلا أن ترمي ابنتها أمام منزله ينعم عليها بخيراته وراحت تدب سيرا إلى البحيرة التي شهدت على عهدهما منذ خمس سنوات أو تزيد ، فعلم استيفن بفعلتها وسار سير الريح لإنقادها ولكن كان قد فات الآوان ، ماتت ماجدولين ومات قلب استيفن معها ودام حزنه عليها حتى جمع الموت بينهما في قبر واحد وظلت ابنتها وخيراته للعم فرتز ، وكبرت وتزوجت من أحد أبناءه وابتسم الدهر لها ابتسامة عريضة لم تعرفها والدتها أبدا.
    وهكذا ذبلت أوراق شجرة الزيزفون بموتهما ، وأصبحت ظلا من أطلال الماضي ، واجتمعت في قصة حياة استيفن ماعرفه قيس من جنون وجميل من ضياع ورميو من أجل ... مما نستنتج أن لكل العشاق قصة فاجعة تنتهي إما بالجنون أو الموت.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء نوفمبر 26, 2024 9:03 am